الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

املأ قلبك



أملأ قلبك بالوطن ... بالصُّغارْ
قومة العمال دَغَش ... بالنّضارْ
المزارعية الغُبُش .. بالجنود الوين تخش في سبيلك كالنهارْ
بالمداد الما بيغُش .. بي وتر جاء من الجحيمْ
أملأ قلبك بالنسيمْ
ملِّي بالطير الرطنْ
طيبة والعالم قديم ... ينسى كالريح ... المحنْ
خلِّي بالَك مستقيم دغري وإن مال الزمنْ
راحل الليل البهيم والبصيرات ما عِمَنْ
الظروف الليلي أبن ... طيبة لا خوف لا حزنْ
باكر التِّقْيات تنورق وتنملي الضرعات لبنْ
طيبة يا صمت الحنين كلما طفاهو همْ
لا في آهة ولا أنين لا بيروع ليح ودمْ
من مرارات السنين من عصارات الألْم
بيمرق الشوق الدفين بي كعنكيل العشمْ
احكي ليك يا طيبة حكوة
ذات زمان من ضيق وقسوة
وكل يوم من بارحو اسوأ
والمراحات قاطي قطْ
فجأة في قلب السماء ... غيمة غيمتين .. غيم ربطْ
كتمة حتى الطين عِرِقْ
والشجر قرب يَبِقْ
إلا يا طيبة الخَلِقْ ... من بدل تفرح تَنِقْ
الشِّكايات ... السخط .. لا السُّحب دارت تَصُبْ
لا الهبوب داير تَهُبْ
نسمة نسمة آ رب هبوبكْ
من شمالك من جنوبكْ
الهبوب يا رب هبوبكْ
من شروقك من غروبكْ
من تحت من فوق هبوبكْ
كتمة كتمة معاها ضيقة
نسمة يا رب الخليقة
سكت الأطفال دقيقة
نبكي خش آ حول في حول ...
ظاهر الحال ماهو مخفي ....... وقولنا فيك ما فيهو قول
نسمة كل راس ساعة تكفي ....... نسمة واحدة لألف زول
ينطلي الجو بالَحمَارْ
فجأة من حر لي غبارْ
الطشاشات الدّوارْ
السبابات النِّقارْ
نقة الضيق تنطلقْ
قلنا فاقت باتت أزحمْ ...
الغبار من كتمة أرحمْ ...
أرحم الحر البيلحم ... لا ده لا ده ولا فرق
طيبة تمي الحكوة قولي
الصّبرُ خلقوهو هولي
الزمن يقسى ويَرِقْ .. وانتي يا كتمات تطولي
اليطول بال الخلق .. طَرِّقْ الغنوات يا زولي
عدّ فات الريح شَرِقْ من بعد ما جاب سحاب
من بعد قشّ التراب ... مشط القش والشجر
رجّع الطير للوكرْ
ها البرق شال البرق .. الرعد ريحة الدعاش
ابشروا بالخير نقطت أي والله المطر

في ساحة الشعر


لولا مدامع عشاق ولوعتهم
لبان فى الناس عز الماء والنار
فكل نار فمن أنفاسهم قدحت
وكل ماء فمن دمع لهم جارى




لعل انحدار الدمع يعقب راحتة
من الوجد أو يشفى لحى بلابل





الدمع فى العين لا نوم ولا نظر
ولا محالة من معنى له خلقا
ولم اجد ذلك المعنى وحقكما
الا البكاء اذا ما طرق طرقا



ابك فمن انفع ما في البكا
ان البكا للحزن تحليل
وهو اذا انت تأملته
حزن على الخدين محلول




قد شفيت غليلى
بما استدررته
من اسراب الدموع المتجبره




نبض الأحاجي
ودرب الغنا
سكة الفرح المشحتفة
غير وجودك
مراسيل الهوى التاهن
إليك وِدرَن
وشوقي أنا..
متاريس الوصول
وزحمة مشاغلك
واجباتك تجاه عش الهنا..
عبقك وكتين توالي البسمة منك
ورنة الضحكات
وطلة عيون منك
برق لاحت هنا..
مشاوير الغرام
تلافينك
مزاد حبي وتواريخو
الشايلو من كمين سنة..
همسك..
رسايلك..
مواظبة الحضور جواي
برغم بعادك القرّب دنا..
وجودك ذاتو..
رحمة تعُم
حنانك ذي حنان الأم
وعشقك
ذي عشق وطناً
إلينا يضم
وريدك لي كأني جنى
............
هواك ماسك عصب حسي
ومرتبني
قدر ما أقول غنا
واكتب شعر
ألقاهو في وصفك قليل
يا سر حياتي
ولهفة الشوق والمنى..
يا منقوشة في جواي عشق دافي
يا ساكنة في حرف القوافي
إنت يا ريدي الخرافي
جوايا غيرك تاني مافي
يا جهمورة الليل والسنا..
إنسكب في الجوف هواك
إندلق فيضك دميرة
بتقت جواي نواك
وأنا..
أنا لسة مليان اندهاش
جوطة حواس
بحر ارتباك
يا سوسنة..
مشتاق أنا..
يا معلبة الكون بي ضياك
ومغموسة في حاسة نسيم وزع شذاك
عطّر مسامي وانسرب
جوة في روحي المعاك
يا سماك..
ملت نجومي الانتظار
لمتين بننهل من لماك
لمتين اضمك لي انا..
لمتين غناي يصبح حقيقة
ونوصل حدود الإشتهى
وانهل معاك ولو دقيقة
غفل الزمن عنّا وسهى
وتنفعل فيك الاحاسيس الرقيقة
في لحظة ما ليها انتها
واشعر معاك بي حبنا..
ست البنات..
أتبني الشوق وصل لي وين
وقصة فراقك ماها باليدين
ولو بايدي..
أحلف بي كتاب الدين
اختّك تاج علي راسي
وأكمّل بيك نصف الدين




شفتها باجمل صورها الجادل
المزيونـــه.....كل شـــــي بان منها بالجمال ينـــــــــــادي
الحور من عينها رمح شــــــكيت طعونه.....والخجل في خدها وردي وعطره كـــــادي
رمشها يظرب بحد الخنجر المســـــنونه.....اعربــــــــيه والجمال الي بها بغـــــــــدادي
لعن ابوها قتل الانفــــــس عندها ياهونه.....هرجها اعذب ما سمعت ومنه جرحي زادي
في شفايفها ورودن بالشــــــــهد مدهونه.....لو سقت منها الشـهيد يســل ســـــيفه عــادي
حركت بين الضلوع الجمــــره المدفونه.....من لهبها في ضلوعي يغلي البــــــــــــرادي
رقصت قلبن منول ما تهز ركونـــــــــه.....والله اني قبلها رايـــق وجــــوي هـــــــــادي
قلت كفي عن عذاب الروح يامفتــــونه.....ولحظتني بالعيون الســـــود قالت عــــــــادي
مرحبا بك في محيط العالم المجــنونــه.....واعتبر نفســـــك مثل غيرك قتيل عنـــــــادي
النهايه كلبدايه قصة مظمــونــــــــــــه.....مثل يومنا تلاقينــــــــــــــا بلا ميعـــــــــــادي
والله اني عارفن ســــــــــلم الهوى وفنونه.....جيت بتبعها وناداني ظمــــــــيري غــــــــادي
قلت روحي يافتاه ارواحنا مديونــــــه.....حافظين الســـــــنه اللي ســــنها النا الهــــادي
بين عادات الجدود وسنة مســـــــنونه..... طيب عطرك ما يغير في طيب اجــــــــدادي
قالت اتبع من يحطك في سواد عيونه.....قلت انا يابنت في الغــــربه ســــفير بـــــلادي

كنز السودان 5



النوبة ليست سلاله زنجية ولا عربية ..والنوبة هي سلالة قائمة بذاتها وهي من انبل السلالات التي مرت علي الارض وفيها اعظم الحضارات هي حضارة كوش واول مملكة ظهرت بعد الطوفان مباشرة هي مملكة كوش واول ملك يرى فيها هو النمرود بن كوش بن حام بن نوح فالسلالة النوبية كانت سلالة واحدة فسلالة نوبة السودان هي امتداد لسلالة نوبة مصر فدخلت عليهم السلالات الزنجية الاسلامية والاروبية عبر التزاوج فتمازجت هذه السلالات وكونت هذه السلالات التي نراها اليوم ..فالنوبة يعتبر خيلان لكل القبائل التي تمازجت معها فاذا نظرنا الي الاثار والحضارات الموجوده في السودان القديم ومصر نجدها حضارة النوبة كما نجد البلاد التي تسيطر عليها الممالك النوبية نجدها من المحيط الاطلسي الي حدود الهند والي افريقيا


وكتب الكاتب النوبي في كتابه عن انتشار اثار ممالك النوبة العظيمة عدة دول غير مصر والسودان مثل كلمة كندا وهي تعني السكين بلغة النوبة والكثير من المفردات وفي حضارة ايران نجد اسم كوش ومعناها باللغة الفارسية (فارس) كما يوجد اسم الاجانج في الهند وهو اسم اكبر نهر هناك. كما نجد اسم كوش في جنوب السودان قرب توريت، وكوش معناها العدد السادس في الحساب عند قبائل الفرسان كما نجد اسم كوكو منتشر في العالم نجد جزر الكوكو في استراليا ومنطقة الكوكو في بوليفيا، وكوكا في المحس، وقبائل الكوكو نجدها في الجنوب وكما نجد اسم كوكو للذكور في قبائل النوبة وخاصة الابن الاول وهو منتشر في النيجر ومالي .
وكما كان للنوبة ملوك عظماء وجيش عظيم العظم لا يعرف الا النصر ومن ملوكهم العظماء


كاشتا 806 - 751 ق م
الملك بعانخي ملك نبته 747 - 716
الملك تهراقا 689 - 664
وكوركي ملك مصر
واركماني ملك مروي
وسلكو ملك نوباتيا
وشكنده ملك علوه ودنقلا
وداؤد الثاني ملك دنقلا
الملك وماى ثنيلا
والملك تانوت اماني 653 ق م
والملك اماني والملك شباكو 707 - 696 ق م
وكير كير ملك تقلارو (تقلي حاليا)
والملك كال كي
ومن الملكات:
الكنداكة مروي
ونفر كاكا شتا
ونفرتيتي
وتابري زوجة الملك بعانخي
واماني تيرى
واماني شخت
والملكة تي في مصر

اسباب رئيسية لهجرة بعض نوبة الشمال الي الجبال والجنوب وافريقيا:
كانت ممالك النوبة ممالك قوية ومتماسكة كالجبال لا تهزها اقوى الاعاصير والخطوب ، ضربت علي هذه المملك عدة حروب مثل :
دخول الاشوريون في القرن السابع الميلادى الي مصر واسر نسائها واطفالها.
الفتنة التي وقعت بين صلاح الدين الايوبي والنوبة في مصر .
دخول المسلمين ارض مصر.
هذه الاسبايب جعلت شعب النوبة يهاجر الي مناطق الامن والاستقرار ونزوحه الي السودان عبر درب الاربعين
وهناك اسباب اخري للهجرة منها:
غزو الاكسوم لمملكة مروي بقيادة الملك عيزانا ملك الحبشة عام 325 ، واسر امراءها وجنودها وسلب ممتلكاتهم
غزو الروم علي مملكة مروي .
الفتنة التي نشبت بين الملك داؤد والملك شكنده جعل كل واحد يستعين بقوة اجنبية وبدخول الاجانب الي بلاد النوبة افقدها السيطرة علي امرها جعل الكثير من النوبة يهاجروا الي الجبال والجنوب ومناطق اخري
ومن الاسباب ايضا غزو الممليك لمملكة دنقلا .
ومن الاسباب جفاف مناطق الشمال ادى الي هجرات الي الجنوب والجبال.
ومن الاسباب دخوال المسلمين الي دنقلا وسوبا جعلهم يبتعدوا منها حفاظا علي انفسهم وديانتهم المسيحية وعاداتهم وتقاليدهم .
ومن الاسباب المهمة خالص:
تتويج ابن بنت الملك على الملك حتى ولو كان غريب هذه الثغرة افقدت النوبة معظم ممالكهم ومكنت الملك الغريب ان يفرض ثقافته الاجنبية علي الثقافة النوبية مما سبب في ضياع ملك وارث ولغة النوبة العظيمة ..

و نواصل عن الاسباب الحقيقة التي هجرت النوبة جنوبا والي الجبال :
غزو الدمادم علي مملكة سوبا وقتل الملك شكندة جعلهم ينزحون الى جبال النوبة.
دخول الفتنة والتي اصابت مملكة سوبا وضياعها كانت من اسبابها امرأة تسمي عجوبة التي دخلت فتنة بين امراء علوة مما سببت في تدمير مملكة علوة وعاصمتها سوبا ومن اسباب تفرق النوبة الي الشمال و الجبال نزح جنوبا .
اصدر الحاكم الانجليزر في التاريخ الحديث ان تكون جبال النوبة والجنوب مناطق مقفولة ومع رفضهم الانصياع لهذه القفلة ولكن اثر القفلة علي التقارب بين الشعب الواحد في الشمال والجبال حتي افقدتهم كثيرا من وحدة لغتهم والصلة التي تربط بينهم فعلت هذا لكي تسيطر علي شعب النوبة وتفنيته واسباب متعدده كثيرة وبدخول مصيبة القفلة هذه والمصائب المذكورة آنفا الي بلاد النوبة جعلت بلاد النوبة وممالكها تنهار وجعلتهم يتفرقون في عدة مناطق بحثا عن الامن والاستقرار . هذه الهجرات اثرت علي ارث ولغة النوبة وجعلها غير متوحدة ورغم هذا التباعد والتغيير في اللغة في جبال النوبة وبين نوبة الشمال ومصر نجد حتى الآن تشابه كبير في اللغة والارث و التاريخ والملامح بين نوبة الجبال ونوبة الشمال ومصر وكما نجد عندهم كثير من الكلمات متقاربة مع بعضها البعض ولكن يشوبها التلحين.

وهنا سوف ننقل لكم نبذه تعريفية من باب أعرف وطنك علي المجموعات النوبية:
مجموعات الشمال:
وهم ينقسمون الي قسمين ولهم لغتين وبهما تشابه ولغتهم كالاتي:
لغة مجموعة (المتوكي) وهم الدناقلة والكنوز ولغتهم واحدة.
والمجموعة الثانية هم لغة المريسي (الفديجو) وهم المحس والسكوت والحلفاوى ولغتهم واحدة ايضا.
المحس نجدهم منتشرين في جميع انحاء السودان ولهم جزء في دارفور
خاصة قبيلة الميدوب لغتهم مع المحس واحدة يوجد بها اختلاف بسيط في تلحين الكلمات اما دارفور فهي تتبع الحضارة الكوشية في العهد القديم
كما يوجد في ارثهم الثقافي نجد انهم يدفنون موتاهم بنفس الطريقة التي يدفن بهاحضارة كوش يدفنون الميت ومعه ادواته التي يستعملها في حياته كما لهم لغة مشتركة تجمعهم مع لغة نوبة الشمال والجبال.

مجموعات الجبال والجنوب :
ومجموعاتهم كالآتي حسب اللغة:
مجموعة الكواليب: وهي اكبر المجموعات وتضم الكواليب ومورو وهيبان واتورو وتيرا وليرا وام حيطان والهدرة وكاو ونارو وفنقر وشاويه.

مجموعة النمانيج: وتضم قبائلها القاطنة القرى التالية : النتل وتندرية وسلارا وكلارا وكرمتي(هل تعني تيمنا بارض الجدود كرمةفي الشمال) وحجر سلطان و والفوس وافتي التي تسكن شرق جبل الدائر.

مجموعة تلودي والمساكين وتضم قبائل تلودي والمساكين واجرون وكلولو وقبائل طجة وغيرها.

مجموعة لفوفا وتضم لفوفا واميرا وقبائل اخرى.

مجموعة تقلي وقبائلها: الرشاد وكجاكجة وتقوى وتملي وترجك وتكم ووتيشان واخرى.

مجموعة كادقلي: وتضم قبائل كادقلي كرنقو وميري وتلشي وكاتشا وكمدة واخرى .

مجموعة تيمن وتضم قبائل كيقا وجرو وتيمن وسرف الضي وتيسي واخرى.

مجموعة كتلا وقبائلها: جلد وتيما واخرى.
مجموعة الاجانج: وتضم قبائل الجبال السته وهي ( كرورو وكدرو كافيرا وكلدجي ودباتنا ووكارتالا بالاضافة لقبائل كاركو وغلفان ووالي وفندا كاتشا وطبق وابو جنوك والدلنج والكدر والشفر وكجوريه وقبائل كاجا وكتول في شمال كردفان واخرى.

مجموعة الداجو: وتضم شاتاتا لقوري ابو سنون وتلو واخرى .

مجموعة الدواليب فهم نوبة مختلطون مع العرب فقدوا جزء من تراثهم النوبي وهم يسكنون شمال كردفان والروايه تقول ان الدواليب جزء من الكواليب (نفس الاسم قرية في وادي حلفا(


هنا سوف ننقل لكم الكلمات المشتركة وهي تعني وحدة اللغة:

الام: تسم (انينق) بلغةالدناقلة ومجموعة الاجانج وخاصة الغلفان واخرى.

الوالد: (ابا) بلغة الدناقلة والغلفان والكواليب وابو بلغة المحس.

الوجه: يسمي (كونج) بلغة الغلفان والدناقلة والنمانج والمحس وقبائل اخرى

اللبن: يسمى (اج) بلغة الغلفان و(إجيه) بلغة الدناقلة.

انا: تسمى (أي) بلغة الغلفان ولغة الدناقلة والمحس.

المطر: يسمى (أري) بلغة الغلفان و(ارو) بلغة الدناقلة و(ووي) بلغة المحس.

الرأس: يسمى (اور) بلغة الغلفان والدناقلة (وارو) والمحس.

الحصان: (كج) بلغة الدناقلة والغلفان وكج علامة استغراب عند الكواليب.

الحصان: (مورتا) بلغة الكواليب و(مورتي) بلغة المحس والحلفاوين والسكوت (ومرتا) بلغة اتورو ومرتا اسم قبيلة في كادقلي

الحمار: (حنو) بلغة الغلفان و(هنو) بلغة الدناقلة والمعروف ان الدناقله عندهم مشكلة كبيرة جدا في نطق حرف ال (ح) مثال هنو و(خ) مثال هيت لخيط و(ع) وتاليم لتعليم.

النار: تسمي (إيقه) بلغة الكواليب واتورو والغلفان و(وإيق)بلغة الدناقلة والمحس والحلفاوين والسكوت و(ليقه) بلغة ليرا.

السكين: (كندا) بلغة الكواليب والدلنج و (كند)بلغة كاركو و(كندنق) بلغة ليرا وتسمي (كندي) بلغة الدناقلة والمحس والسكوت والحلفاوى. ومندل(الصبي) و(كندو) بلغة الشفر الفرسان و(كوني) النمانج.

الجمل: يسمى (كم)بلغة نوبة الشمال كلهم، ويسمي (كمله) بلغة الكواليب واتور وتقلي (تقوي) والدلنج والنامنج وتلشي ويسمى (كملا) بلغة بلغة مورو (كمل) بلغة الشفر وكاركو والصبي و(كملقا) بلغة ميري وكادقلي وكرنقو عبدالله وكيقا الخيل .

كوكو: اسم مشترك بين الجبال ونوبة الشمال ومعناها الاسد

نقلته اليكم من تاريخ السودان القديم

كنز السودان 4


قبائل نيلية

الدينكا

الدينكا هم اكبر المجموعة النيلية، التي جاءت من سفوح الهضبة الاثيوبية واستقرت في الجزء الجنوبي من منطقة البيور جنوب السودان، وتحلقوا حول الانهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم من القبائل التى عاشت من قبلهم.والدينكا نيليون وهم اكبر قبيلة بالسودان، وقيل انهم ثاني اكبر قبيلة بافريقيا بعد الماساي في كينيا ويمثلون (11٪) من مجموع سكان السودان و(4,05٪) من سكان الجنوب السوداني. ومن اهم بطون الدينكا النجوك وابوك وادوت والدينكابور والنويك ملوال، والى عشيرة الدينكا بور ينتمي الراحل جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان.

الخرافة

هنالك خرافات تصل الى درجة التقديس عند عموم الدينكا بالسودان، والخرافة عندهم عنصر اولي لبناء العقل حيث تدل على خصوبته.وتقول خرافة الدينكا، ان جدهم جميعاً يسمى (دينج ديت) وتعني في لغتهم ربنا الكبير، ولدته سيدة تدعى (ألوت) والتي تعني بلغة الدينكا بنت المطر، وهذا الولد اسمه (دينج ديت)، وباعتقاد السيدة ألوت انه الصلة بينها والله خالق الخلق.ويعتقد الدينكاويون ان (ألوت) صعدت الى السماء ذات يوم تاركة (دينج ديت) مع جمهور من الدينكا ليكون نبراساً مضيئاً في دنياهم، ومن ذلك الوقت يخصص اهالي قبيلة الدينكا بقرة واحدة باسم (ديت) وسط ابقارهم تيمناً وتبركاً، ولا يحق لهم بيعها وانما يحسنوا تربيتها لتتكاثر عندهم ويستفيدوا منها في الزواج وشرب الحليب واكل لحمها.

وفي مطلع كل سنة جديدة يذبح كل شخص ثوراً او خروفاً سميناً، وذلك قرباناً لروح (دينج ديت) وتحديداً في اول موسم الامطار والحصاد وفي اول نضوج الذرة ولابد ان تكون ذبائح (دينج ديت) من افضل القطيع.

ويطغى عندهم حبهم وولعهم للابقار وتربيتها والذود عنها، ان جد الدينكا قال لهم في وصاياه ان الزواج بالابقار وكذلك الدية والتعويض عن اجزاء الجسم كلها بالابقار.

أوصى(دينج ديت) جميع الدينكا بأن لا يقربوا الزنا، ولا يسرقوا، او يضاجعوا زوجات غيرهم.

وللدينكاوين صفات الكرم وحسن الضيافة فهم يأون الغريب والطريد ويبرون به.

ونجد الدينكا في مكان يحفظون ويراعون ويطبقون وصايا جدهم (دينج ديت) ويتواصون بها اباً عن جد، وبالتالي صار مجتمع الدينكا انقى المجتمعات واطهرها اذا ما قيسوا بغيرهم، وتواجد الدينكا وتوالدوا وتكاثروا وفق معايير اخلاقية يندر ان توجد في قبيلة نشأت في البدء بعيداً عن اديان السماء، فهم يهتمون وبشدة على شرف المرأة مقارنة مع غيرهم من قبائل الجنوب، الى الحد الذي تزهق فيه عشرات الارواح بينهم او مع آخرين لان شرف الفتاة مصونة، ولا يقبلون خدشه.

ولذا تجد فتى الدينكا احرص على شرف الفتاة البكر اكثر من حرصها هي على نفسها، فرغم الاختلاط التلقائي الذي تفرضه البيئة والحرية المطلقة بينهم وما كان سائداً من عادة التعري لوقت قريب الا انه نادراً ما تسجل حالة اغتصاب لفتاة بينهم برغم الكثافة السكانية التي يعيشونها.

كما ان الدينكا لا يقرون بينهم الاسترقاق، فعندما كانوا يحاربون في الماضي القبائل الأخرى، ويأتون برجالها أسرى لديهم منذ وصولهم لديار الدينكا فأسراهم احرار بل وأخوة لهم، يتساوون معهم في كل شؤون الحياة ويملكون المال ويعتبرونهم كالإخوان.

تاريخياً كثير ما عبر من بعض مكونات الجنوب القبلية عند تذمرهم من سيطرة قبيلة الدينكا على جميع امور البلاد، ففي العام (1991) قاد بعض ابناء قبيلة النوير (ريال مشار وغيره) معززين بعناصر من الشلك تمرداً ضد جون قرنق جسد خروجاً على هيمنة الدينكا وانضموا الى حكومة الخرطوم، الا ان ذلك لم يمنع قرنق من السيطرة على حركة التمرد واستقطاب من تمردوا عليه وعودتهم من خلال السنوات الأخيرة.

الزواج عند الدينكا

عندما يرغب الدينكاوي في الزواج لابد له من الاتفاق مع الفتاة التي ارتضاها زوجة، وبعد ذلك يتصل باصدقائه من الشباب للاستشارة، وبعد موافقة الاصدقاء على المشروع يذهبون جميعاً إلى منزل أهل الفتاة ويطلبون منها أن تأتيهم بقليل من (التبغ) وبعد تدلل معها ورجاء من الشباب تذهب الفتاة لوالدها وتخبره بخبر الخطيب وتطلب منه «التبغ» لهم فإن عادت به فتلك علامة الموافقة فيرجع الخطيب واصدقاؤه إلى أهلهم.

وبعد يومين تذهب الفتاة وصديقاتها إلى منزل زوج المستقبل لمساعدة والدته فتجهز لهن عشة خاصة وفي الأمسيات تقرع الطبول، ويبدأ الرقص مع البنات وبعد ذلك تعود الفتيات بالخطيبة إلى دارها، ويقوم الشباب برد الزيارة ولا يرافقهم العريس إذا كانت ام الخطيبة على قيد الحياة، كما يصحب الشباب أحد اقربائه نيابة عنه، ويساعد الفتيان أهل العروس في مزارعهم، وفي المساء ينظم الرقص والغناء وبعد انتهاء الحفل ينام الضيوف في العشة المعدة لهم.

وبعد ذلك تزور الفتاة عريسها في منزله، حيث تقام الافراح وتخصص عشة للعريس واصدقاء الأنس، وبعد أيام ترحل العروس إلى اهلها مع أحد اقرباء الزوج فيزورها زوجها هناك، وهكذا تارة عند أهله وتارة عند اهلها ولا تستقر حياتهم الا بعد موت الحماة، وبموتها تستقر الزوجة بمنزل زوجها خلفاً لوالدته في السيادة على المنزل وبعضهم يرحل بزوجته بعد المولود الاول.

كنز السودان 3


الشيخ فرح ودتكتوك



الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات، يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع. فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه" وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمهه العميقلنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى فومه، يحكى أن جماعة من التجار. العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك" يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا.

بيتك لاتجيه من ليالى الحر.

جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.

ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.

سيد العيش عزيز الرحال تنجر.

الحارت يريده ربنا القدوس.

قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.

فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.

فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.



ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحو ادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يس تعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.



ويقول الشيخ فرح ودتكتوك "آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت.

راحوا لرجال تلت الجتت. والصح دروبه انسدت. كيف يلحقوك فقرا البخت

...........................................................................................


أدب المدائح

يعتبر أدب المدائح من صميم الأدب الشعبى لأنه يعكس لنا المعتقدات الدينية والأوهام والمخاوف الغيبية التى سيطرت على العقلية السودانية فى فترة معينة فنستطيع أن نتعرف على المعانى الخلقية التى عملت على توجيه سلوك الفرد . وأدب المدائح مادة غزيرة تمكن الباحث من التوصل إلى معرفة نفسية الشعب من آمال وآلام وأمانى . ولا شك أن البيئة الزراعية وما يصحبها من تخلف فكرى لها أثر فى دفع الفرد إلى الإيمان بالغيبيات لان الفرد فى المجتمعات البدائية غالباً ما يعجز عن تفسير ظواهر الكون يخفيه قصف الرعود والعواصف فهو فى صراع دائم مع الشر ، حياته مليئة بالمخاوف والأوهام ولذلك يلجأ على الإيمان بالغيبيات فيجد لذه روحية وطمأنينة فى حياته . والمدائح التى يفيض بهال كتاب " الطبقات فى خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء فى السودان لمؤلفه الشيخ محمد ضيف الله بن محمد الجعلى الفضلى المتوفى سنة 1224 هجرية ، خير برهان على ذلك . أن تلك المدائح تكشف لنا عن نفسية الشعب السودانى فى الأزمان الغابرة من خلال المعتقدات الدينية وتقديس الأولياء والدراويش . ولدينا الآن نموذج حى لأدب المدائح فى السودان وهى قصيدة للسيد محمود الفاضل شيخ حلة المعدلاب مجلس ريفى سنار شرق الكواهله وهو من محبى الشيخ المكاشفى ، والشيخ المكاشفى من كبار الأولياء فى السودان وقد توفى منذ عهد قريب اشتهر بالعلم والزهد وملأصيته الآفاق وقد عالج اناساً كثيرين من الذين يعتقدون فى كراماتة وله " حيران " يتمتعون بكرمة الفياض . نذكر هذه القصيدة هنا لأنها تناقلتها الألسن فهى تكاد تكون ملحمة دينية تصور بطولات الشيخ من علم وزهد وورع وكرم فياض . فالمادح يشكو آلماً ممضاً فى رجله ، وبعد أن عجز فى علاجها اتجه إلى الشيخ المكاشفى حتى يزيل منه الألم ويناجيه من بعيد فى حسرة قاتلة .

يا سماع بعيد بلد الواحيه

خيل الشيخ سراع لصيحة الهوية

ما كشفت الكراع سوت الحكية .

وهنا يتوسل له المادح ويشكو له فقره المدقع .

الزمن طويل والسنة قوية

الحمل تقيل والكسب شويه

والمادح كأنه يحاول ان يقنع نفسه بأن ذلك الشيخ الجليل الذى يهلل فى الثلث الأخير من الليل والذى سبق ان عالج القوب والبرص تلك الأمراض التى عجز الأطباء عن علاجها لابد ان يجد عنده العلاج لأنه ولى يخلص لله ، فلماذا لا تستجاب دعوته .. ؟؟

فى التلت الأخير اسمعوا تهليله

القوب و البرص داوتن حفيره

يمشي بي كرعية و يسبق البطيرو .

و ينتقل المادح يعبر عي اعجابه بالشيخ فهو قد اقتنع بان الشيخ لن يطالبه باجرة العلاج لانه يعين الفقراء ، ويضمد جروح المعوزين .

عاجبانى طبيعته السمحة وظريفة .

ما دار الملك ما تتاوق للوظيفة ما كلف حور داير القطيفة وجسمه بضوى غير صابون وليفة .

البزور بجنيه والبلدى عند النادر واحد ما فرز واحدين .

والشيخ الذى يستفرع فيه المادح كل معايير المدح والإعجاب ويصفه أيضاً بانه يكف عينه عن الهدايا ومع ذلك يحل المشكلات العويصة ، فهذا ما لفت إليه الأنظار ، وجعل الأقوام تهاجر إليه من كل فوج عميق .

عينه ما بتلا حظ لى قرش الهدية

وما بتنفك غيره الشبكة القوية

جالب القيمان من بلود أم بادر

مجمع الأرواح فى مسيد النادر .



..................................................................................................
اسطورة الأبيض والأسود

" عندما كان الروح العظيم بصدد ان يخصص لكل مخلوق عمله فى الحياة استدعى إليه الرجل الأسود والرجل الأبيض ووضع أمامها صندوقين ولما كان الروح العظيم يحب الرجل الأسود فقد اعطاه أولوية الأختيار . فرأى الرجل الأسود أن أحد الصندوقين كبير وثقيل وأن الصندوق الآخر صغير وخفيف .. لذا اختار الثقيل وجاهد حتى حمله على كتفه وذهب به إلى بيته فوجدبه المعول وجرة الماء والعصا فخرج إلى الحديقة ليزرعها إلى النهر ليحمل ماءه وإلى الغابة يجمع الأشجار وما تجود به من ثمار وسخط الرجل الأبيض فى بداية الأمر لان الروح العظيم قد منح الرجل الأسود فرصة الاختيار .. وفتح الرجل الأبيض صندوقه فوجد به قلماً وورقة .. فوضع القلم هلف أذنه والورقة فى جيبه وكان كلما تعلم شيئا جدياً دونه على الورق .. ومات الرجل الأسود الأول .. وضاعت تجاربه معه ومات الرجل الأبيض الأول فبقيت تجاربه مدونه محفوظة . إن الرجل الأبيض يحقد علينا لأن الروح العظيم اعطانا فرصة الاختيار قبله .. فحرمنا من العلم والمعرفة .. وصار علينا ان نحصل على القلم والورق إلى جانب الفأس والعصا .. ".



والأدب الشعبى السودانى ملئ بالأقاصيص الشعبية والملاحم التاريخية والأساطير والأحاجى ولكن للأسف لم يعنى بها الباحثون فهى لا تزال تكتمها الصدور فى المدن والقرى ما عدا بعض المحاولات البسيطة التى يبذلها بعض كتابنا فى داخل البلاد وخارجها لنشر التراث الشعبى .



فنحن إذا ما اتجهنا إلى المسنين فى القرى لوجدنا عندهم اساطير وقصص شعبية من صميم بيئتنا السودانية تعكس لنا تاريخ بلادنا فى ثوب نظيف وتمد الأجيال القادمة بطاقة معنوية من تراث الاجداد المقدس. ان الأحاجي والحكاوي الشعبية التي تنقشها المرأة المسنة في ذاكرة الطفل، انما هي تاريخ الأجيال، وعصارة التجارب الانسانية التي اكتسبها اسلافنا في الماضي، وبلادنا غنية بالمواد الفلولكورية، والفنون الشعبية الأصلية، ذلك لأن بلادنا بطبيعتها قطر زراعي له قيمة ومثله التي تحافظ علي كيانة، وتحميه من الانقراض والفناء.



وقديما تشبعت العقلية السودانية بافكار وأديان، وحضارات. عبدنا آلهة المصريين، وانتجنا الحضارة النوبية العريقة بقيادة الفرعون النوبي السوداني بعانخي، تقلبنا الديانة المسيحية، واخيرا ارتضينا الاسلام دينا. لا شك ان هذا التراث الذي توار ثناه من الاسلاف كفيل بأن ينير الطريق للأجيال اللاحقة.

والباحث في هذا للون الشعبي يمكنه أن يعثر علي ضالته في النقشات الأثرية، والصناعات الشعبية التي لم تتأثر بالآلة، يمكنه ايضا أن يدرس الاغاني الشعبية والمدائح الصوفية، وسيجد ما يغنيه في الأساطير والقصص الشعبية ، كأسطورة تاجوج مثلا ، كما أنه يمكن للباحث أن يستقصي حكم الشيخ فرح ودتكتوك، ونوادر البصيرة ام حمد ، وبطولة ود النمير ، وشعر الحا دلو، ونوادر العجب أمه.



وتوجد ظاهرة هامه في ادبنا الشعبي ، وهي تأثر الأدب الشعبي السوداني شخصيات وحوادث الشعوب العربية الأخري. وذلك ناتج عن الهجرات العربية الكثيرة التي قامت بها بعض القبائل العربية الي السودان من طريق البحر الأحمر والبعض الآخر من طريق صحراء مصر الشرقية أو وادى النيل، فيحكم موقعه الجغرافي ، وبحكم مواقفة التاريخية من جاراته البلاد العربية ، تأثر بأقاصيص عربية شعبية أصلية، كمقصص أبي زيد الهلالي، وحكاية يونس في تونس وبطولات عنترة بن شداد فهذه الحكاوي لازالت تنتقل من ثغور الشيوخ الي الشباب في السودان، وهي أثر مادى لا متزاج تراثنا الشعبي السوداني بالتراث الشعبي منذ قديم الزمان .

.............................................................................

الزول و ما أدراك ما الزول

الزول تلك اللفظة العربية التي أصبحت تعادل كلمة سوداني في كل مهجر ومغترب ، حتى أصبحت شعاراً للسوداني ـ هي والعمامة ـ و )زول( من فصيح العربية ولها في لسان العرب لابن منظور أكثر من سبعة عشر معنى ، فالزول تعني

: (1) الكريم الجواد ، أنشد السكيت المزرد
لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال
(2) والزول : الخفيف الحركات ، قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن ، حين ذكر أطوار الإنسان : فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو : زول .
(3) والزول الفتى ، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً رضي الله عنه :
أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً
(4) والزّول : العجب ، ألا ترى السوداني إذا استغرب شيئا قال : يازول ؟؟ يعني ياعجبي من هذا الشيء . قال الشاعر في وصف سير ناقة .
مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح
فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب .
(5) والزول : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته

(6) والزول الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه

(7) والزول الغلام الظريف

(8) والزول : الداهية

(9) والزول الصقر

(10) والزول : معالجة الأمر كالمزاولة

(11) والزول التظرف

(12) والزول : الحركة

(13) والزولة : المرأة الظريفة ، قال الأصمعي : أنشدتني عشرقة المحاربية ، وهي عجووز حيزبون زولة … قال أبو علي : الحيزبون التي فيها بقية من الشباب . والزولة الظريفة

(14) والزولة : المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية ، قال الطرماح بن حكيم :
وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنة لقول الملاحن
والملاحنة هي الفطنة ، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن .
(15) والزولة : الفتية من الإبل أو النساء ، قال رؤبة بن العجاج :
قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق
(16) ووصيفة زولة : إذا كانت نافذة في الرسائل

(17) ويقولون فلان رامي الزوائل : إذا كان خبيرا بالنساء ، قال الشاعر :
وكنت امرأً أرمي الزوائل مرة فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل
ففتى، زول وفتاة ،زولة ، وفتية أزوال ، وفتيات زولات ، ونسوة زوائل . وبقي معنى ثامن عشر عليكم به في بطون الكتب .
والفقهاء .والزّول السمح فات الكبار والقدرو

...........................................................................................



( الزواج )
الزواج من أهم المناسبات الإجماعية التي تتضح فيها معالم التمازج وتباين الإرث الثقافي العربي الأفريقي تختلف مظاهر الاحتفال بمراسم الزواج من منطقة إلى أخرى تبعاً للتكوين القبلي ففي شمال البلاد نجد بعض ملامح التأثر بالحضارة النوبية القديمة و أثار الحضارة الفرعونية ، أما في الشرق فتتميز مراسم الزواج بالبساطة ويغلب عليها طابع البداوة وفي الوسط تظهر معالم المدنية وعوامل تأثير الحضارة الحديثة ، أما في غرب البلاد فتتباين مراسيم الاحتفال بالزواج تبعاً لاختلاف التكوين العرقي فهنالك بعض القبائل ذات الأصول العربية واخري يغلب عليها العنصر الأفريقي وابرز ما يميز مراسيم الزواج عند القبائل الجنوبية الطابع الاحتفالي البهيج المتمثل في حلقات الرقص علي أنغام الطبول وتتميز مناطق السودان الغربي والجنوبي بتعدد ثرواتها الزراعية والحيوانية لذا نجدهم يقدمون مهراً عيناً وهو عبارة عن قطعان من الماشية خاصة الأبقار وتستمر مظاهرالاحتفال بالزواج عند كل القبائل السودانية لعدة أيام تتعدد فيها الطقوس ومظاهر الفرح


.....................................................................................................
نواصل

كنز السودان 2



الأمثال الشعبية

قال ارسطو" كأن الأمثال متخلفات حكم قديمة ادركها الخراب، فسلمت هي من بين تلك الحكم لمتانتها وجزالة الفاظها" .



وقال سرفنتيس " المثل زبدة اختبار طويل مفرغة في قالب صغير" ويحضرنا في هذا المقام أن نذكر جهابذة العلماء العرب الذين دونوا الأمثال العربية الفصحي، والعامية، أمثال ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ، وأبو هلال العسكرى في كتابة " جمهرة الأمثال " والميداني في كتابة المسمي " مجمع الأمثال" حيث أنه جمع فيه مايربو علي ستة آلاف مثل، كما لا يفوتنا أن نتعرف علي كتاب المؤرخ الكبير نعوم شقير" أمثال العوام في مصر والسودان والشام " طبع في القاهرة سنة 1894 م.



هذا السفر القيم ضم باقة من الأمثال في السودان ومصر وبلاد الشام مرتبة علي حروف المعجم، وفهرسها بمعجم ضمنه الغريب من الألفاظ كما قام بشرحها. كان نعوم شقير يدون الأمثال كما يسمعها من أهلها، فجعل بابا للأمثال الشامية، وبابا للأمثال السودانية ، وآخر للأمثال المصرية، وقد لا حظ إن الأمثال عند العوام كثيرا ما ترجع الي حكاية ثم تصير مثلا سائرا " قالوا في حكاية المثل المعروف وهو" ابوك خلف لك ايه يا جحا قال جدى ومات " إن جحا اجتمع برجل علي مائدة، فاراد الرجل أن يشغله عن الطعام ليصيب الحصة الكبرى فقال له " أبوك خلف لك ايه يا جحا" فادرك جحا قصده واقتصر القصة، وقال " جدى ومات "



اقوال إن كتاب " أمثال العوام في مصر والسودان والشام " يعتبر ذخيرة أدبية قيمة ، فمؤلفه كان علي دراية تامة بعادات ولهجات البلاد التي كتب عنها، يقول نعوم شقير في مقدمة كتابة " كان الغرض من هذا الكتاب الاحاطة بكل ما تجب معرفته عن هذه البلدان الثلاثة، وفي التاريخ والجغرافية ، والأخلاق، والعادات ، والخرافات . واللغة والآداب،ونحو ذلك.



وكانت الأمثال من أهم ما تجب معرفته من آداب القوم، اذهي مراه تنعكس منها اخلاقهم، وعاداتهم ،وشاهد عدل علي حالة اختلاف طبقاتهم، ونحلهم، فجمعت من أمثالهم اكثر من عشرة الاف مثل انتقيت منها هذه المجموعة، وهي تشتمل علي 4494 مثلا ، منها 1425 مثلا شاميا و 1526 مثلا مصريا و 533 مثلا سودانيا، فجاءت اكبر مجموعة ألفت في الأمثال العامية الي هذا اليوم – يقصد في سنة 1894 م – وسميتها " أمثال العوام في مصر والسودان والشام " ولاحظ أيضا نعوم شقير تشابه الأمثال في البلاد العربية، وقد علل التشابه " بأن العادات التي نشأت منها الأمثال في جميع العصور والبلدان هي عادات واحدة ، وهي عادات عربية، كما أن الاتصال التجاري، والكتب والجرائد العربية، التي لم تزال متداولة في البلاد العربية، قد تأثر بها العامة وحرفوها علي اختلاف بيئاتهم الجغرافية والثقافية.



والشئ الذي نأخذه علي نعوم شقير هو ترفعه عن الأمثال الدائرة علي السنة الرعاع، وذلك لمسماجتها، وانحطاط الفاظها كما يعتقد، وإغفاله لهذا الجانب الشعبي الهام الذي يعكس تجارب الشعب وأمانيه في تلك الفترة ذلك لأن المثل الشعبي الذي ينبع من البيئة هو الذي يفيدنا في مجال دراستنا الفولكلوريه، ثم إن ترك هذا الجانب الشعبي من الأمثال لا يسلب الكتاب قيمته، فهو محاولة جادة ومفيدة للباحثين، بل انني لأعجب كيف لا يتعرض له علماء الفولكلور في مؤلفاتهم العصرية .



فالمثل الشعبي اذن هو خلاصة تجارب، وخبرات صبت في كلمات موجزة تؤدي في مناسبات تفتقر إلي مثل هذه الشعارات الحكيمة. والأمثال من صميم الأدب الشعبي، لأنها تتضمن معاني خلقية ، واجتماعية تكشف لنا عن سلوك الفرد في المجموعة التي ينتمي اليها، فنحن عندما نفشل في اقناع شخص اقناعا عاطفيا، فاننا غالبا ما نلجأ إلي المثل الشعبي حتي يعبر عن التجربة السابقة في الحال، وطالما تعارف الناس علي أوضاع اجتماعية، وسمات خلقية معينة، فإن المثل يؤثر فيهم تأثيرا بالغا.



والمثل الشعبي قد يستعمل لأغراض تعليمية، فتارة يكون علي شكل نصيحة، وتارة يكون نقدا لازعا، واداه للتشهير والسخرية تماما كما تعالج النكتة المصرية الأوضاع التي لا تتفق مع رغبة الجماعة ، وبعض الأمثال تتسم بروح الفكاهة فهي عبارة عن صورة كاريكاتورية.



ولدينا الآن نماذج من الأمثال الشعبية السودانية تمثل الأغراض التعليمية كمثل" راكوبة الكضب هديمة وبيت الصح يقيف لا ديمة "



درب السلامة للحول قريب " صنعة في اليد أمانا من الفقر"



والأمثال النقدية اللازعة كمثل " عينك في الفيل وتطعن في ضله ؟ ! "

يضرب للشخص الذي يجبن عن مجابهة الواقع ، فيتعلق باسباب واهية لائمت إلي الأصل بصلة، ومثل " غلفه وشايله موسي تطهر" يضرب للشخص الذي يحث الناس علي فعل شئ، بينما هو نفسه لا يقدم علي فعله. أما المثل الكاريكاتورى كمثل " الضايق عض الديب بخاف من مجر الحبل " يضرب للشخص الذي يلوذ بالفزع والفرار كلما ألمت به حادئة طفيفة .



من هذا نتبين أن المثل الشعبي أداة تعليمية لها خطرها في المجتمعات البشرية بقي لنا أن نتساءل كيف نفسر تشابه الأمثال، واتحادها في المعني في معظم البلاد العربية، بل اننا قد نجد أمثال ، من الهند والصين أو من البلاد الأوربية تتشابه في المعني؟ وللجواب علي ذلك نقول أن علماء الفلولكلور أرجعوا هذا التشابه أو الاتحاد في المعني؟ وللجواب على ذلك نقول أن علماء الفولكلور أرجعوا هذا التشابه أو الاتحاد فى المعنى إلي ناحيتين(1) الهجرات (2) وحدة التجربة.



الهجرات: مما لاشك فيه أن السودان دخلته هجرات عربية وغير عربية، من الجزيرة العربية ومصر، وبلاد المغرب، فلا يستبعد أن تكون تلك الهجرات قد حملت معها تراثها الشعبي الذي ضمنته المثل الشعبي، ولذلك تجد تشابها قويا بين المثل السوداني والمصري والسوري ، والعراقي .



وحدة التجربة: فسر علماء الفلولكلور ايضا هذا الاتحاد في الأمثال، أو التشابه بأن أي مجموعة من البشر لها تجاربها الخاصة، وخبراتها في الحياة فقد يحدث أن تتفق الشعوب في المعاني التي تضمنها الأمثال الشعبية . والسبب في ذلك هو وحدة التجربة الانسانية، وهذا لعمري أوضح تفسير يمكن أن نستفيد منه ليس في مجال الأدب الشعبي فحسب ، بل في المجال التاريخي أيضا، لأن فكرة التأثر غالبا ما تفقد عاداتنا وتقاليدنا الأصالة ، وتطبع تفكيرنا بالسطيحة والجمود.



فمثلا نجد الانسان العادي في الجزيرة العربية أكتوى بنار هذه التجربة التي تقول " من حفر حفرة لأخيه سقط فيها " والسوداني العادي أيضا عاش هذه التجربة في بيئته الخاصة، فعبر عنها بأسلوبه الخاص قائلا " التسوى كريت في القرض تلق في جلدها " وهكذا نجد أن المثل الشعبي السوداني عبارة عن سجل خالد للعادات والتقاليد والتجارب التي عاشها الانسان العادى في سالف عهده.

..........................................................................................
الأحاجى الشعبية والألغاز

يقول الشيخ عبد الله عد الرحمن " ويسمون الأحاجي في السودان الحجا جمع حجوة في كردفان والحجا قسمان طوال وقصار . أما الطوال فعبارة عن حكايات خيالية تؤثر في نفوس الصبيان كثيرا. فتراهم عندما يستمعون يضحكون. وأونة يبكون. وأخرى تكلح وجوهم. ومرة تنطلق أسرتهم. وهي بمثابة الروايات والقصص" فقد كانت الأحاجي اذن تلعب دورا خطيرا في المجال التربوي. فهي بمثابة السينما والاذاعة والمسرح في زماننا هذا. وهذه الأبيات للشاعر الشيخ عبد الله عبد الرحمن تحكي لنا في إيجاز أهمية الأحاجي في الازمان الغابرة يقول الشاعر.



وسامر الحي من عبد وفتيان بين البيوت وفي أعطاف وديان

في كل ليل تحاجيهم عجائزهم بابن النمير وسوبا وابن سلطان

وتارة يرهف الفتيان سمعهم إلي نوادر أجواد وفرسان

وابن الملحق لم تبرح حكايته في الحي يسردها أشياخ حمران

يا قبر تاجوج حياك الحياومشي بصفحتيك شذا ورد وريحان



الاحاجي أداة تثقيفية هامة :

يعتبر خالد عبد الرحمن أبو الروس من الرواد الأوائل الذين حاولوا أن يستلهموا روح المسرحية من تراثنا الشعبي كالأحاجي والأساطير الشعبية وخالد ابو الروس من مواليد أم درمان ولد سنة 1919 وتخرج من معهد أم درمان العلمي. وقد شغف بكتابة الروايات والأغاني الشعبية.



كما أنه يمتاز يروح فكاهية. وذكاء ملحوظ تأثر خالد أبو الروس بالقصص والملاحم الشعبية السودانية. كبطولة ود النمير. وقصة تاجوج التي تمثل الحب الانساني في اسمي صوره. ومما يحدد ذكره أن قصة تاجوج تعتبر من روائع القصص العالمية كرواية مجنون ليلي. ورواية رميو وجوليت مثلا وتاجوج عشيقة المحلق تنتمي إلي قبيلة تدعي " حمران"



ومن المسرحيات التي استلهمها خالد ابو الروس من الأحاجي الشعبية مسرحية سوبا والسبعة الحرقو البندر. وأمات طه . وقد مثلث معظم هذه المسرحيات علي خشبة المسرح في العواصم والآقاليم السودانية. ولا تزال هذه المسرحيات الشعبية التي أقتبسها ابو الروس من تراثنا الشعبي لا تزال أداة تثقيفية هامة تبث في النشئ الروح الوطنية والحماس . ولا يفوتنا أن أنحي تلك الأقلام التي أخذت تنبش هذه القصص الشعبية . وتعرضها في قالب تحليلي متين .



وهذه بعض الألغاز السودانية :

دخل القش ما قال كش – الظل .

عمي قصير وبصير – القدوم.

عمي طويل ما يلحق الكعكول – الدرب .

سبعة صقور من زمن الرسول لا ولدا زادا. ولا كبراً شاباً – أيام الأسبوع.

حبوبتى فى دكانه وتأكل فى مصرانه – اللبة.

كان شالوه ما بنشال وكان خاوه سكن الدار – الرماد

هى فيك لو عرفتها بكريك – الصرة.

شدرة فوق القيف لا برم ولا عليف – السن.

فيها فت سنينه وفيها فت عوينه وبسم الله علينا – الإبرة.

مطمورة أبو زيد ملانه – النجم.

شاتى بيوص عندها صخلة وعتوت – المرحاكه.

ملكين فى ككر إن غاب واحد الثانى حضر – الشمس والقمر.

مطارق الهوج والشرق اتخبطن – رشرش العين:


................................................................................................


نواصل

كنز السودان


تراثنا الشعبى

إن مجتمعنا السودانى يعد مخزنا للعادات والقيم الأصيلة، فموقعه فى نصف القارة الأفريقية أكسبه عناصر حضارية لها خطرها فى تكوينه السياسى والاجتماعى والفنى، فالسودان بلد أفريقى عريق يتمتع بالسمات الأفريقية الصميمة، والسودان بلد عربى فى ثقافته وفى تكوينه الجغرافى والتاريخى.



ولا شك فى تراثنا الشعبى يقوى القومية السودانية، فهو تعبير صادق عن أحاسيسنا ومشاعرنا، فما أصدق الشاعر الشعبى فى وصف بيئتنا..! هذا ما دفع الناقد السودانى حمزة الملك طمبل أن يثور فى وجه الشعراء الذين يلوكون ألفاظا محنطة لا تعبر عن الطبيعة فى السودان- يقول الناقد " نريد أن يكون لنا كيان أدبى عظيم، نريد أن يقال عندما يقرأ شعرنا من هم فى خارج السودان أن ناحية التفكير فى هذه القصيدة تدل على أنها لشاعر سودانى، هذا المنظر الطبيعى الجليل موجود فى السودان، هذا الجمال هو جمال نساء السودان، نبات هذه الروضة أو هذه الغابة ينمو فى السودان".



أو عندما يدعو الأديب السودانى الأستاذ محمد أحمد محجوب إلى بعث القومية السودانية " لنحى أدبنا القومى ونثير شعورنا بوطنيتنا لنصل إلى حركة سياسية تحقق استقلالنا سياسيا واجتماعيا وفكريا".



فالتراث الشعبى إذن يحث على الترابط القومى بتوحيد المشاعر الوطنية ، فنحن إذا أردنا أن نحى الأدب السودانى أول شئ نلجأ إليه تراثنا الشعبى، ثم إن تقدم العلوم الاجتماعية فى بلادنا جعلنا ننقب عن تراث الأجداد دراسة الشعب أصبحت مادة هامة للباحث الاجتماعى.



فنحن نمجد تراثنا الشعبى لأنه يدعم قوميتنا السودانية ولأنه يعمل على حل المشاكل اللغوية، ويعمل أيضا على تخليد المقاييس الجمالية والخلقية الأصلية.



أن العلماء الذين كان لهم الفضل فى وضع أسس علم الفولكلور أمثال يعقوب وويلهيلم جريم كان الدافع لهم حب الوطن، وأنهما يؤديان واجبا وطنيا إذ يجمعان مأثورات الشعب الألمانى، ويظهر أن عراقة ذلك الشعب وجمال أقواله.



أذن أن هذا العلم نشأ نتيجة الشعور الوطنى وتمجيد القومية كما أسلفنا من قبل، كما أن دراسة التراث الشعبى تمكننا من كشف العناصر المشتركة فى حياة الأمم كاللغة والدين والعادات والتقاليد التى تكمن فى حياة الشعوب كمون النار فى الصخرة الصماء.



وفى الواقع أن عدم الالتفات إلى التراث الشعبى فى الماضى بصفة عامة يرجع إلى عاملين أساسيين، عامل نفسى، وعامل تاريخى.

العامل النفسى: درج معظم علماء اللغة والآداب العربية منذ قديم الزمان على الاعتناء بالادب العربى الرسمى، واهملوا أن عمد التراث الشعبى العربى، فالكتاب يفنى عمره فى تحقيق قصيده، أو خطبة بينما لا يلتفت إلى دراسة التراث الشعبى، وذلك ربما لأن الأدب الشعبى يقوم بتلقينه غالبا العوام فى المقاهى وليالى السمر والعجايز فى القرى والمدن، بينما الأدب الفصيح يدرس فى المدارس الرسمية والجامعات وله اساتذه متخصصون يتمتعون بالوقار والاحترام، فالادب الشعبى إذن كان ينظر إليه نظرة استجهان لأنه يلتصق بحياة العوام، فهو مشوب بالخيال والخرافات والأوهام فاتجهوا إلى دراسة الأدب الرسمى دراسة تحليلية علمية.



العامل التاريخى: لقد وجدنا أن معظم الكتب التى عينت بالدراسات العربية فى الماضى كانت تنظر على دراسة الأدب الشعبى نظرة استهجان.



وفى الواقع أن دراسة الأدب الشعبى فى هذا العصر بالذات ارتبطت بظواهر اجتماعية حتمية ربما لم توجد فى الماضى، فالاهتمام بعلم الفولكلور يرجع إلى تقدم العلوم الاجتماعية حيث أصبحت دراسة الشعب لازمة.



لقد كان علم الفولكلور يتعلق بحياة الانسان البدائى، عرف الفريونت" الفولكلور بأنه "انثروبولجى" يتعلق بالانسان البدائى أما "هارت لاند" فقد رأى أن الفولكلور انثروبولوجى يتعلق بالظواهر النفسية للانسان غير المتحضرى وفى سنة 1890 م ظهر أول مختصر للفولكلور وفى مقدمته تحدد الفولكلور بانه دراسة بقايا أو متخلفات الماضى الذى لم يدون" وقال رايت فى خطابه الافتتاحى فى جمعية الفولكلور الانجليزية: ليست الحكايات الشعبية فقط هى الأشياء التى انتقلت الينا عن طريق التراث الشعبى ، فمن واجبنا أيضا أن ندرس التقاليد والألعاب، والرقص، وانماط المنازل، والقرى، وندرس أيضا الأدوات المنزلية. وأنا لا استطيع أن أتصور نهضة لأدبنا السودانى ما لم ترتكز أولا على تراثنا الشعبى لأن الكاتب غالبا ما يستمد اصالة انتاجه من تاريخ قومه، كما أن المنطق يدعونا لدراسة الجذور قبل الفروع. فالتراث الشعبى هو الأصل للاتجاهات الأدبية المعاصرة، والظواهر الاجتماعية التى تؤثر فى سلوك الفرد.



والمعروف أن أدبنا السودانى أول ما بدأ بالاساطير، والملاحم، والأمثال والحكم الشعبية، ثم تطور إلى أدب مدائح وتصوف، فالاتجاه التقليدى "الكلاسيكى" ثم الاتجاه الرومانسى ، فالاتجاه الواقعى

........................................................................................

نواصل